هل حيرك الجدل الأخير حول مدى خصوصية بياناتنا على واتس آب؟ ربما اخترت البقاء على التطبيق.. وربما العكس! لعلك رأيت أن هذا التطبيق الذي يسع أكثر من ثلث سكان الكرة الأرضية لم يكن بالمرونة التي تخيلناها، والتي تتوافق مع احتياجك..
هذا هو لسان حال البعض الآن. وفي كلتا الحالتين هو اختيارك أنت! ربما رأيت أن التفكير في شيء آخر أفضل لك.. فالبدائل نفسها من المرونة. وهذا المفهوم نفسه الذي جعلنا نكتشف أن التكنولجيا قادرة على تقديم بدائل كل يوم واعطائك حرية الاختيار. وهي نفس التكنولوجيا التي أتاحت لنا الحرية التي يطلق عنانها التعليم المرن.
لقد ارتبط مفهوم التعليم المرن لسنوات طويلة بالتعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد. وشمل أحيانًا معايير قبول الطلاب في المدارس واختيارهم. بل وضم كذلك تحكم حرية تحكم الطلاب في بعض الأمور القليلة المتعلقة بالتعليم، مثل وقت الدرس والمحتوى الذي يدرسه والواجبات المدرسية التي يقوم بها.
وفيه يكون الطلاب قادرين على اختيار الطريقة التي يتلقون بها دروسهم. وينبغي أن يكون المعلمون مستعدين لدعم هذه الاختيارات. وهذا يعني أن على المعلم أن يكون مستعدًا دومًا لاختلاف اختيار كل طالب عن زميله.
ولكن هل هذا كل شيء؟ أهذه كل الحرية التي يسعها مفهوم التعليم المرن أم هناك عالمًا أوسع من ذلك بكثير؟ هل نجد في التعليم المرن استقلالية وتجردًا من المباديء التعليمية التقليدية للمدرسة والمعلم أيضًا خاصة في عام 2021؟ دعنا نرى!
انضم الان الى منصه سكوليرا واحصل على احدث النظم التعليميه والتكنولوجيه
امنح طلابك حرية التعليم المرن
التعليم المرن يعني التحرر من قيود الوقت والمكان وسرعة الدراسة المفروضة في أي نظام تعليمي آخر.
ويصف مصطلح التعليم المرن إلى حد كبير بيئة التعلم التي ترتكز في الأساس على الطالب أو المتعلم وحده، أي الدراسية الذاتية.
ويعني هذا النوع من التعلم الذاتي بأنماط التعليم المختلفة لدى الطلاب وبيئات التدريس المفضلة للعملمين. ويمكن أن يتضمن أيضًا السماح للطلاب بالمشاركة جزئيًا سواء في التعليم عبر الإنترنت وفي الفصل.
أي أن بإمكانهم اختيار مقدار ما يدرسونه باستخدام تقنيات التعليم وكذلك مقدار ما يدرسونه باستخدام الطرق التعليمية التقليدية. وهو ما يُعرف أيضًا بالتعلم المدمج لتنوع الأنشطة التعليمية فيه واختلافها (هل تريد التعرف على كيفية إنشاء أنشطة تعليمية بأسلوب التعليم المدمج؟ شاهد قناة سكوليرا على يوتيوب).
ولا تنتهي فكرة التعليم المرن هنا فقط. فهي قد تشمل كذلك حرية اختيار الطالب أوقات بدء الحصة وانتهائها، وأنواع الأنشطة التعليمية نفسها، وأنواع التقييم التي يقومون بأدائها، ومختلف أنواع المصادر التعليمية التي يقوم بقراءتها ودراستها.
ولكن ماذا عن المعلم؟ ألا حرية له أيضًا في هذا المضمون؟ هذا سؤال مهم جدًا، لأن البعض يرى أن أي تطوير في التعليم عامة هو تكلفة إضافية على المدرسة وكذلك مهام زائدة تثقل كاهل المعلمين. دعنا نرى..
لقد كتب الدكتور سوم نيدو، بمركز التعلم المرن بجامعة ساوث باسيفيك، مقالة افتتاحية رائعة بعنوان “ما مدى مرونة التعلم المرن؟ من يحدد هذا وما عواقبه” في مجلة التعليم عن بعد، مجلة 38، عام 2017، الإصدار رقم 3.
وفيها يقول إن التعليم المرن يمنح المعلم حرية أكثر في الوقت وطرق التواصل مع الطلاب وكذلك المؤسسة التعليمية التي يعمل بها. ولهذا فهو يرى أن التعليم المرن، في حد ذاته، لا يعتبر طريقة من طرق التدريس. بل هو مبدأ ومفهوم من مفاهيم القيم الضرورية في عالم التعيم تمامًا مثل فكرة التعليم المختلط والمساواة في التعليم بين جميع أطرف المجتمع.
والأهم من كل ذلك هو أن التعليم المرن يغطي كافة نظم التعليم وأنواعه، التعليم الإلكتروني المتزامن، والتعليم عن بعد غير المتزامن، وحتى التعليم داخل الفصل.
التعليم المرن في نظام التعليم عن بُعد
إذا كنت معلمًا فالتعليم المرن يعني متعة متجددة يومًا بعد يوم.. أي أنك لن تجد يومان متشابهان أبدًا… فأنت تحضر خطة الدرس جيدًا بالطبع..
ولكن ما يحدث داخل الحصة ليس بالضرورة إلتزامًا تامًا بالخطة التي قد تكون قضيت ساعات طويلة في إعدادها.
كما أن التعليم المرن لا يعني بالضرورة استخدام ذكر مزايا التعليم الإلكتروني وأهميته في الفصل.. فآلاف المدارس حول العالم تستخدم هذا النوع من التعليم لسنوات طويلة دون أي حاجة للتكنولوجيا..
لا شك أن التكنولوجيا عاملًا مساعدًا بالطبع.. ولكنها عاملًا مساعدًا في أية عملية تعليمية بمختلف أنواع أنظمة التعليم المختلفة.. والأهم من ذلك أن مفهوم التعليم المرن لا يعني متطلبات إضافية تُفرض عليك وعلى طلابك للعمل ببرامج الدراسة عبر الشبكات الإلكترونية والتعليم الإلكتروني المتزامن (مثل سكوليرا نظام إدارة المدارس والفصول)..
ولكن لا شك أن خصائص التعليم الإلكتروني لا يستهان بها في عصرنا هذا.. فالتكنولوجيا شكلت، ولا سيما التطور السريع لكيفية تواصل الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض، الجيل الحالي أو ما يدعى بجيل Z (ما بعد جيل الألفية: 1990-2000) وهو عكس ما ألفه جيل الألفية.
فصحيح أن مواليد جيل الألفية نشأوا مع بدء انتشار وجود تلفزيون وكمبيوتر في كل منزل بشكل كبير. إلا أن الجيل Z ولدوا ليجدوا استخدام التلفزيون واللابتوب والتابلت والاتصال غير المنقطع بالإنترنت والتليفون المحمول عادات مرسخة في المجتمع بالفعل. فكانت كل هذه الأمور جزءًا من حياتهم منذ البدء. وهذا هو الفرق الأساسي الذي يجب علينا أن نعيه بين الجيلين.
ومن المصادر التعليمية المختلفة المساعدة في التواصل مع جيل Z: الفيديوهات، والتسجيلات الصوتية، والكتب والمقالات، والدروس المباشرة على الإنترنت، والمكتبات الأونلاين، والمواقع البحثية المختلفة التي يقدمها الإنترنت للطلاب في كل مكان في العالم والتي يستطيعون الوصول لها بكل سهولة الآن (وقد ناقشنا في هذا المقال كيفية عمل دروس افتراضية للطلاب والتدريس أونلاين للوصول إلى أفضل النتائج مع الطلاب).
ما مدى مرونة التعليم المرن للمعلم؟
لنكن واضحين، التعليم المرن لا يخلو من النظام والتنظيم. فالطلاب في أمس الحاجة إلى المعلمين الذين يقدمون لهم هذا النظام، والذي يمكنهم من فهم دروسهم وأسباب دراستهم في الأساس وهيكل هذه الدراسة. وفي المقابل، فإن التعليم المرن يتيح لك العمل مع الفصل لا جعل الفصل يعمل معك.
احجز ديمو مجانى الان
لن يبق الطلاب دومًا على المسار الصحيح الذي وضعته. فهذا أمر خارج عن طبيعتهم وسيطرتك. ومع ذلك، لا يزال من المهم التحكم في الفصل.
فدائمًا ما يمتحنك الطلاب ويمتحنوا الحدود التي وضعتها لهم. فعقولهم تعمل دائًما، مليئة بالفضول وشغف حب التجربة. لذا صُمم نهج التعليم المرن لمساعدتك..
فتستطيع التجاوب بحرية مع تساؤلات الطلاب الكثيرة وأفكارهم الجديدة ولكن في إطار الهيكل والخطة الفضفاضة التي وضعتها للتعليم المرن. تقوم بتوجيههم ولكن مع إرضاء فضولهم وولعهم باكتشاف كل ما هو جديد في نفس الوقت. وهذا يسمح بتحكم أفضل بكثير في الفصل وخطة الدرس والأهداف التعليمية.
ومن الحرية التي تمنحها لك مرونة مثل هذه الأنشطة التعليمية أنها تسمح لك بالتجاوب باستمرار مع قدرات الطلاب واحتياجاتهم واهتماماتهم المختلفة.
فإذا كنت مرن التفكير والنهج، فستجد أن الطلاب قادرين على متابعة ما تحاول شرحه بالكامل. وهذا لأن هذا النمط من أنماط التعليم يتناسب تمامًا مع احتياجاتهم في هذا العصر. وكلما كان نهج المعلم أكثر مرونة، كلما كان زادت قدرته على التكيف مع الفصل وكلما زادت فرص تفاعل الطلاب معه ومع الدرس (شاهد فيديوهات قناة سكوليرا على يوتيوب لتعرف كيف).
التعليم المرن في المدارس
الكلام عن التعليم المرن لن ينتهي لأن المرونة تفتح باب التجديد والتطوير. لقد اتخذت آلاف الشركات المحلية والعالمية، مثل ميكروسوف وغيرها، على حد سواء قرارات للسماح لموظفيها بالعمل من المنزل حتى منتصف عام 2021، على الأقل.
وأتت هذه القرارات مع ملاحظة زيادة إنتاجية الموظفين بهذا الوضع. هذا هو سوق العمل التي نعد أطفالنا للانضمام إليها يومًا ما.
لذا يجب أن يتم تطوير المدارس بما يتناسب مع متطلبات أماكن العمل من مهارات متعلقة بحل المشكلات واتخاذ القرارات عن بُعد، وذلك باستخدام نظم التعليم الإلكتروني المتزامن وغير المتزامن التي يخلقها التعليم المرن والتعلم الذاتي وأبعاد التعليم الإلكتروني المتعددة في عام 2021.
وإذا كان هناك شيء واحد تعلمناه من هذه الجائحة فهو أن من الضروري للمرونة أن تكون شيء أساسي من حياتنا اليوم. فهي مهارة كنا نعي بعض أهميتها فقط سابقًا. ولكننا اليوم يجب أن نتعلم التكيف والمرونة ونعلمها لطلابنا وأجيال الغد حتى يتمكنوا من مهارات التعلم الذاتي والنمو والازدهار في بيئة تتناسب مع قدراتهم.
لمعرفة المزيد عن تقنيات التعليم المرن وكيفية استخدامها على أفضل وجه في التعليم، تابع مدونتنا. ويمكنك أيضًا معرفة المزيد حول نظام إدارة الصفوف سكوليرا من خلال حجز جلسة تعريفية مجانية عبر موقعنا الإلكتروني. وسوف توضح لك الجلسة التعريفية كيفية توظيف التعليم المرن في إدارة صفك أو مدرستك بمنتهى السهولة!
سجل الان واكتشف كيف تستطيع سكوليرا تغيير طريقتك لإدارة مدرستك!<br />
المصادر: