الإشراف التربوي في العملية التعليمية: كل ما تحتاج معرفته!

تقع العديد من المسؤوليات والواجبات والمهام تحت مظلة الإدارة والإشراف التربوي.  وعندما يتعلق الأمر بالإشراف في التعليم، فإن دور المشرف يعتبر نشطاً إلى حد كبير.  وعادةً ما يرتبط المشرف بأدوار التدريب والتدريس والإشراف والتشجيع والتطوير والإنشاء والقيادة والاستماع؛  والواقع أن القائمة مستمرة.

في هذا المقال نناقش فكرة الاشراف التربوي في العملية التعليمية من خلال مناقشة أهميتها وأسسها ونظرياتها والطرق المعتادة لتطبيقها. 

 

تعرف على سكوليرا النظام الأفضل في إدارة المدارس

 

أهمية الاشراف التربوي في العملية التعليمية

طبقا لقاموس ميريام ويبستر فإن  عملية الإشراف تقوم على المراقبة النقدية والتوجيه من حيث الأنشطة أو مسار العمل.” وعلى الرغم من أن تعريف الإشراف وطبيعته يمكن أن يختلف اختلافا طفيفا عند الحديث عن السياق التعليمي؛  يبقى الجوهر نفسه. فالإشراف عبارة عن “عملية إبداعية وديناميكية تقدم للمعلمين والتلاميذ التوجيه الودي من أجل تحسين أنفسهم لتحقيق الأهداف المرجوة من التعليم”. R.P. Bhnagar & I.B. Verma. 

ومن الحقائق المعروفة جيدا أن دور الإشراف في التعليم له أهمية كبيرة لأسباب متنوعة.  دعونا نناقش اهمية الاشراف التربوي في العملية التعليمية وأنواعها وأهدافها وأساليب الإشراف الشائعة في التعليم.  

5 أنواع الإشراف التربوي

“كل شخص تحت إشرافك مختلف.   فهم متطابقين  في أغلب النواحي ولكن ليس من جميعها.  و يتعين عليك أن تدرس وتحلل كل فرد تحت إشرافك وأن تحاول التعامل معه على النحو الذي قد يكون أكثر إنتاجية”. ~ جون وودن مدرب كرة السلة الأمريكي.

وهذه هي أنواع الإشراف التربوي الخمسة التي يؤمن بها خبراء التعليم: 

  1. النوع التصحيحي – يتمثل الجانب الرئيسي لهذا النوع من الإشراف في تحديد أي مشاكل من أجل تنبيهها إلى السلطات.  وهذا هو السبب في أنه يعتبر نوعا سلبيا من الرقابة لأنه لا يعمل من أجل تحقيق هدف إيجابي. 
  2. النوع الوقائي – يمكن وصف هذا النوع كمخطط توجيه يحاول فيه المشرف توقع المواقف أو المشاكل لتخطيط نظام بناء على تلك المواقف. 
  3. النوع الإبداعي – من اسمه، فهو يعتمد على الابتكار والتشجيع والتجربة.  وعادة ما يتم ذلك بمساعدة نظراء آخرين.  
  4. النوع التدريبي – يهتم هذا النوع من الإشراف بتحسين الإشراف من خلال التدريب على المهارات أو الدورات أو تقنيات التدريس. 
  5. نوع عدم التدخل “Laissez-faire” – مصطلح “Laissez-faire” هو مصطلح فرنسي يشير إلي ترك الأشياء تأخذ مسارها الخاص.  ويتفق الكثير من الناس على أن هذه هي الطريقة الأقل فعالية للإشراف حيث لا يوجد تركيز على التوجيه أو التقدم.  
الاشراف التربوي في العملية التعليمية
المصدر: https://trainingindustry.com/content/uploads/2012/06/Transforming-Customer-facing-Conversations-from-Product-to-Value-6.10.19.jpg

قصص نجاح فعلية لمدارس دولية ومدارس لغات استخدمت سكوليرا

أسس الاشراف التربوي في العملية التعليمية

يمكن إدراج أسس الإشراف التربوي في العملية التعليمية على النحو التالي: 

  • تعزيز الجهود التعليمية: يجب أن يكون الغرض من الإشراف هو الجمع بين جهود جميع الموظفين وإدماجها من أجل تنسيق مختلف الأدوات والموارد المتاحة في نفس الوقت في المدرسة. 
  • تطوير ديناميكية التدريس والتعلم: إن تقويم ديناميكية التعلم بالتدريس وتحسينها هما الهدفان الرئيسيان للإشراف.  تتمثل أهداف الإشراف في مساعدة المعلمين في التقويم الذاتي باستخدام معطيات و مشاركات المشرف.  فإن الطلاب والمعلمون ومواد وأدوات المنهج الدراسي وإدارة غرفة الصف والبيئة الإجتماعية هم أساس عملية التعلم. 
  • تحسين مهارات المعلمين: يشكل عمل المعلمين و فكرهم  ونهجهم أساس عملية التخطيط للإشراف.  ومن الأهداف الرئيسية للإشراف تحسين قدرات المعلمين على العمل معا لإكمال عمل المدرسة بكفاءة، هذا هو الأمر الذي يتطلب منهم تعلم كيفية التشارك في مجموعات. 
  • تكامل الاتجاهات التعليمية المختلفة: يجب تغيير الإجراءات المدرسية الحالية لتعكس التغيرات في النظرية والممارسة التعليمية الحالية من أجل تحسين طريقة التعليم وفهمها. وعلى المشرف واجب مساعدة العاملين في مجال التعليم على مواكبة الاتجاهات التعليمية، والبحث عن مناهج تعليمية جديدة وتعلمها، وتنفيذ هذه المناهج في غرفة الصف. 
  • تشجيع التعاون والعمل الجماعي: تعتمد عملية الإشراف في التعليم على العلاقة بين المعلمين والمشرفين.  يجب أن يتعلم المعلمون بشكل تعاوني لإكمال معظم العمل المدرسي، ولا يمكنهم القيام بذلك إلا إذا كانت لديهم علاقة جيدة بالمشرف. ويعتبر تحسين العلاقات الإيجابية بين الأشخاص أحد أهداف الإشراف.  فإن العلاقات الصحية بين المشرف والمسئول، والمعلم والمسئول، والمسئولين والمعلمين ضرورية للإشراف الفعال في المدرسة. 

 

احجز ديمو مجاني الان لسكولرا منصة إدارة التعليم!

 

10 نظريات الإشراف التربوي

من بين المهام الحاسمة التي يقوم بها الإشراف هي تقديم التوجيه، ووضع السياسات، وتحليل مواقف التعليم، وتحديد مجالات المشاكل وتقديم الحلول.  

بالإضافة إلى ذلك، فدوره هو أن يساعد على تعزيز علاقات الموظفين وديناميات المجموعات والنتائج التعليمية.  فيما يلي نظريات الإشراف التربوي التي يحرص مشرفون التعليم على تحقيقها.  

1) تحسين بيئة التدريس والتعلم 

من خلال التخطيط الدقيق وتعاون الجميع، يتخذ الإشراف تدابير استباقية لتحسين بيئة التعلم بالتدريس، كما يجب تعديل مستوى التدريس لتلبية متطلبات كل طالب.  

كما يلزم إجراء مراجعات منتظمة لمنهج التدريس؛  وينبغي أن يكون متمركزا حول الحياة، بمعنى أنه ينبغي أن يرتبط باحتياجات الكلاب وطباعهم فضلا عن عناصر حياتهم الأسرية والمجتمعية الحالية.  ويجب نقل أحدث الأبحاث والتقدمات التعليمية إلى المعلمين لإنجاح هذا الأمر. 

2) إعطاء التوجيه والإدارة بالقيادة 

وطبقا لموقع “Investopedia” فإن تعريف القيادة يكمن في “قدرة إدارة الشركة على تحديد وتحقيق أهداف صعبة، واتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة عند الحاجة، والتفوق على المنافسة، وإلهام الآخرين للأداء على أعلى مستوى يمكنهم القيام به”. 

فبدون القيادة القوية، تكون أنشطة المجموعة وتماسكها عرضة للخطر.  ولا بد من تعزيز الانسجام داخل المجموعة من أجل نجاحها.  ومن ثم، فإن من أهم واجبات الإشراف إنشاء قيادة تحافظ على تماسك المجموعة من خلال تشجيع المشاعر الجماعية وجهودها.  

الاشراف التربوي في العملية التعليمية
المصدر: https://facilitationfirst.com/getting-buy-in-on-a-meeting-process/

3) تطوير أهداف المدرسة 

يعد تعاون المعلمين والمشرفين لتحقيق أهداف المؤسسة المدرسية العنصر الأكثر أهمية في الإشراف.  فمن الضروري أن تتذكر أن أهداف المدرسة مستمدة من أهداف المجتمع وأنه يجب على كل من المعلمين والمشرفين التعاون لتحديد أهداف عملية التدريس والتعلم. 

4) تعزيز العلاقات  

إن إقامة علاقات ودية بين الأشخاص مع جميع الموظفين التربويين والحفاظ عليها هو أحد الواجبات الأساسية للإشراف.  ولا يمكن إقامة صلة ودية بمجرد جمع مجموعة من الافراد في مكان واحد؛  بل يجب تعزيزه عن طريق العمل مع الموظفين بطريقة تسمح لهم بممارسة مهارات شخصية قوية.  فالمدير مسؤول عن معاملة موظفيه كموظفين زملاء – وليس كمرؤوسين فحسب.  

5) تشجيع التواصل الجماعي والتشارك  

التعليم هو جهد مشترك بين فريق واحد.  وتتمثل إحدى المسؤوليات الرئيسية للإشراف في تعزيز التعاون بين الموظفين و إدامته، وهو ما يسير جنبا إلى جنب مع العمل الجماعي.  إن العمل في مجموعات يعزز المبادئ الأخلاقية  والسلوكيات الديمقراطية والنمو الفردي.  

بالإضافة إلى ذلك، يمكن كل عضو من أعضاء المجموعة من تقديم كل ما في وسعه لتحقيق النتائج المرجوة.  فمن الضروري أن يكون الأعضاء على دراية بمهام كل منهم ونقاط ضعفه ونقاط قوته، وذلك من أجل التفاعل الجماعي الفعال.  

ما هي معايير مدير المدرسة المتميز؟

6) العمل على تطوير نتائج التعليم 

ينبغي أن تؤدي الإجراءات التعليمية دائما إلى نتائج تعليمية أفضل؛  لذا فمن أجل تعزيز النتائج التعليمية، فإن المدرسة تدعم الإشراف في المقام الأول وتعطي الأولوية لأهميتها.  

وينبغي للمشرف أن يعترف بانتظام بنقاط القوة والعيوب في البرامج التعليمية، إلى جانب أي مجالات يمكن أن تستخدم في التنمية.  كما يتعين عليه أيضا أن يعمل على وضع التدابير اللازمة لمعالجة العيوب والنقائص التي قد تحدث. 

الإشراف على الطلاب
المصدر: https://www.oswego.edu/programs/undergraduate/computer-science-ba-bs

7) الإشراف على تحسين الإشراف ذاته 

قد يبدو من غير المعتاد أن يعمل الإشراف على تحسينه، ولكن إذا ما نظرنا إلى أن المشرف يحدد أهدافه الخاصة ويوظف استراتيجياته الخاصة؛  فهو قادر على تقييم ما إذا كان يؤدي المهام المعينة إليه أو لا بشكل منتظم.  

و يستتبع ذلك إجراء تقييم ذاتي للنتائج  وإجراء تعديلات على نهجها وعملياتها، فضلا عن التقدم في موظفي الإشراف. وبالتالي فإن تركيز الإشراف على المدرسة يؤدي إلى الحاجة إلى عمل المعلمين والمشرفين على تحقيق “التوجيه الذاتي والتقييم الذاتي والإشراف الذاتي”. 

8) تحسين معنويات المعلمين 

إن فهم قيمة الثقة والروح المعنوية في ظروف التدريس والتعلم والتوصل إلى استراتيجيات لدفعهم أمر بالغ الأهمية للمشرف.  عادة ما يشار إلى عقلية تحقيق الأهداف على أنها الروح المعنوية.  وينظر إلى الروح المعنوية على أنها حالة ذهنية نفسية تنشأ نتيجة لنظرة الفرد إلى إنجازاته الحالية وتقدمه.  

فالمعلم المتحفز يلحق ضررا كبيرا طلابه بسبب انتقاده المستمر للسلطات والسياسات والبرامج، فضلا عن تجنب المساءلة.  ويعد ضمان الصحة النفسية للمعلمين وتماشيا مع الأهداف التنظيمية أحد المسؤوليات الرئيسية للمشرف. 

9) تشجيع التحفيز والتفاعل  

لا يستطيع النظام المدرسي إلا أن يأمل في دعم تعلم الطلاب في الاتجاه الصحيح مع معلم ذي تحفيز عال.  ومن المتوقع بالتالي أن تكون النتيجة الرئيسية للإشراف هي تحفيز المعلمين والمشرفين للعمل معا من أجل تحقيق الأهداف التعليمية. 

10) حل المشكلات في الإشراف  

وهناك وظيفة أخرى للإشراف تتمثل في مساعدة الناس على حل المشاكل.  ولكي يحقق التعليم التعليمي النتائج المرجوة، يجب أن تكون هناك عملية فحص مستمرة.   وفي الحالات التي يقوم فيها الاشراف بالتدخل للمساعدة، يقتضي ذلك القدرة على حل المشاكل فيما يتعلق بتحديد الأهداف وإعادة ترتيب الشروط اللازمة لتحقيقها. 

طرق الاشراف التربوي في العملية التعليمية

ينبغي أن يركز الإشراف التربوي في العملية التعليمية الفعالة في المقام الأول على تحقيق أهداف كل من المدرسة ومدير المدرسة.  ويمكن أن تكون هذه الطرق في شكل: 

  • زيارات الصف

زيارة االصف هي عندما يقرر القسم أو المشرف الرئيسي قضاء بعض الوقت في غرفة صف المعلم.  غالبا ما يكون الغرض من ذلك هو تزويد المعلم ببعض الملاحظات والاقتراحات وطرح الأسئلة.  

  • الملاحظة والمراقبة 

ويتحقق هذا من خلال مراقبة عمليات التدريس والتعلم مثل الصعوبات التي يواجهها المعلمون، وقضايا الطلاب، وما إلى ذلك. ويميل المشرفون إلى ملاحظة تقنية التدريس الخاصة بالمعلم، ومشاركة الطلاب في غرفة الصف وردود أفعالهم، وقدرة المعلم على استخدام وسائل الإعلام المختلفة في الشرح.  

  • المحادثات الفردية  

عادة، تحدث هذه المحادثة بين المشرف والمعلم لمناقشة أي مسائل قد تكون لدى المعلم قبل تنفيذ الدرس أو بعده.  

  • التقويم الذاتي 

تقع هذه التقنية تحت مظلة التطوير المهني للمعلم. ويمكن أن تكون هذه طريقة رائعة للمعلمين لتعلم التقويم الذاتي والتأمل عندما يتعلق الأمر بقدراتهم التدريسية.  

  • اجتماعات المعلمين في مجموعات 

اجتماعات المعلمين في المجموعة هي عبارة عن اجتماعات كبيرة ينفذها المشرف بهدف تقديم الملاحظات  للمعلمين بشكل جماعي والتدريس والتدريب.  ويمكن أن يتم ذلك في شكل مناقشات وحلقات عمل في أي وقت خلال السنة الدراسية.  

 

ابدء تطوير مؤسستك التعليمية مع سكوليرا

 

فلسفة الإشراف التربوي

وعلى حد تعبير دوجلاس ماك آرثر، القائد العسكري الأميركي: “فإن الزعيم الحقيقي يتمتع بالثقة اللازمة للوقوف بمفرده، والشجاعة اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة، والتعاطف مع احتياجات الآخرين.  فهو لا يظهر كزعيم بمفرده، بل يصبح واحدا من خلال المساواة في تصرفاته ونزاهة نواياه”. 

الاشراف التربوي في العملية التعليمية

ومن أجل خلق أفضل مناخ ممكن للتدريس والتعلم، فإن عملية  الإشراف توحد كل هذه المكونات معاً. ويتحول هذا إلى أحد أدوات المشرف التربوي بالغ الأهمية لرفع المعايير التعليمية وضمان الجودة.  وأخيرا فيمكنا أن نزعم أن فكرة الإشراف التربوي في العملية التعليمية هي فطرة لا ترتبط بزمن ما ولكنها فكرة شهدت تكرارات مختلفة عبر التاريخ.

إن الإشراف التربوي الحديث له نظرة تقدمية، ونظرا لطبيعته التعاونية والشاملة، فإنه يشمل جميع الأطراف المشاركة في تشغيل المؤسسات التعليمية، بما في ذلك الآباء والمدربون والإداريين والطلاب، وهذا يجعله جزءا حيويا من التعليم بأكمله. 

المصادر: 

https://mmhapu.ac.in/doc/eContent/Education/MdOwais/Oct2020/EDUCATIONAL%20SUPERVISION.pdf  

https://www.economicsdiscussion.net/management/supervision-meaning/31921  

https://www.theclassroom.com/facts-5705886-types-educational-supervision.html  

https://www.mitra.edukasiku.com/2020/07/educational-supervision-techniques.html  

عن عايدة البنا

هي كاتبة محتوي في فريق التسويق الرقمي في سكوليرا. و كانت تعمل سابقا كمترجمة ومعلمة للغة الإنجليزية. وكخريجة من قسم الأدب الإنجليزي واللغويات وطالبة ماجستير حالية، فإنها مهتمة بالبحث والكتابة وتحب أيضا مساعدة الاخرين على فهم المواضيع المتعلقة بتكنولوجيا التعليم والتعليم عن بعد.

شاهد أيضاً

قوة تحويل المدرسة مع برنامج الادارة المدرسية الالكترونية

في عالم التعليم الديناميكي، تطور التكنولوجيا في استمرار ولم يعد الأمر مجرد خيار للمدارس، بل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *