الخرائط الذهنية للمذاكرة – هل هي فعالة؟

في عام 2005، قرر أحد الباحثين أن يدرس العقل وإمكانيات الإنسان أن يحقق أقصى استفادة من قوته العقلية. كتب توني بوزان، مؤسس الخريطة الذهنية كتاب بعنوان “كتاب الخريطة الذهنية: كيفية استخدام التفكير المشع للاستفادة من إمكانيات عقلك غير المستغلة” لإثبات أنه باستخدام الخرائط الذهنية، يستطيع الشخص الوصول إلى أكثر الأجزاء نشاطًا من عقولهم لتحقيق ما يريدون. 

يعمل أسلوب الخرائط الذهنية للمذاكرة على توظيف مجموعة كبيرة من المهارات المعرفية وتعزيزها بأداء العقل.  واليوم، تعتبر استراتيجية الخرائط الذهنية من بين أكثر الاستراتيجيات فاعلية لتدوين الملحوظات والتفكير سواء بشكل فردي أو داخل مجموعة. فيمكن للطلاب استخدام الخرائط الذهنية للمذاكرة لزيادة مهارات الاستبقاء والتحليل إلى أقصى حد. 

الخرائط الذهنية في التعليم

ما هو تعريف الخريطة الذهنية؟ الخريطة الذهنية هي خريطة واسعة تكون على شكل شجرة كبيرة ويخرج منها فروع متعددة  وتستخدم للربط بين المواضيع والمفاهيم المختلفة في صورة واضحة ومرتبة. وقد ابتكر الطلاب والمدرسون في جميع أنحاء العالم آلاف الطرق لاستخدام الخرائط الذهنية للموضوعات والمجالات المختلفة. 

مجالات استخدام الخريطة الذهنية

عادةً ما يفضل المعلمين والباحثين والطلاب استخدام الخريطة الذهنية للدراسة والمذاكرة، وفهم المبادئ والمفردات المهمة وحفظها في جميع المواد الدراسية مثل الرياضيات والعلوم واللغات والتاريخ وما إلي ذلك. ويفضل المعلمين في بعض الأحيان أن يقوموا بشرح المفاهيم المعقدة لطلابهم باستخدام الخريطة الذهنية للتأكيد على الفهم وخاصةً للطلاب الذين يفضلون التعلم بشكل بصري.

أنواع الخرائط الذهنية

فيما يلي بعض الأمثلة على أنواع الخرائط الذهنية التي يستخدمها الطلاب حول العالم. 

استخدامات الخرائط الذهنية

الخرائط الذهنية للمذاكرة
المصدر: http://forum.makkawi.com/imgcache/66546.imgcache.gif

 

مجالات استخدام الخريطة الذهنية
المصدر: https://i.pinimg.com/originals/7a/4b/b5/7a4bb55cc5202bd52925c1e8d54978b6.jpg

 

إعداد الخرائط الذهنية في التعليم

كيفية إعداد الخريطة الذهنية؟ وما هي مكوناتها الأساسية؟ فيما يلي أهم النقاط الرئيسية.

ما هي مكونات الخريطة الذهنية؟

أحد أهم شروط الخريطة الذهنية في التعليم هو أن تبدأ بالكتابة في الورقة بشكل أفقي، سيمنحك ذلك مساحة إضافية إلى اليمين وإلى اليسار للتعبير عن أفكارك بحرية. 

أضف فكرتك الرئيسة في الوسط في دائرة، على سبيل المثال، إذا كنت تكتب مقالا عن مزايا وعيوب التكنولوجيا، فاكتب كلمة “تكنولوجيا” في المنتصف.  يحب بعض الطلاب إضافة صورة بدلًا من الكتابة ولكن هذا يعتمد على أسلوب التعلم الذي تستخدمه.  بالنسبة للمتعلمين البصريين، يوصى الباحثين بالتأكيد باستخدام صور، فهذا يعزز من قدرة تركيزك ويسمح لك باستخدام خيالك بطريقة أكثر فعالية. 

يحب بعض الطلاب أيضاً استخدام الألوان في شكل أقلام تخطيط، قد يساعدك هذا أيضًا على التركيز والفهم بشكل أسرع.

الخطوة التالية سهلة جدًا، تقوم برسم الأسهم التي تخرج من الدائرة الرئيسية وتستمر في إضافة فروع ثانوية إلى الفروع الرئيسية (إذا لزم الأمر).  سيبسط هذا المخطط الأفكار لك عند إعادة قراءة الخريطة الذهنية لاحقًا. فكر في كيفية ربط فروع الشجرة فهي متنوعة ولكنها منظمة تمامًا، وتذكر أن كل شيء هنا يقوم على الروابط! 

الخريطة الذهنية للحفظ
المصدر: https://cdn.mosoah.com/wp-content/uploads/2018/10/23110231/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9.jpg

 

يوصى الخبراء أيضا بأن تكتب كلمة واحدة أو كلمتين كحد أقصى داخل كل فرع لأن هذا يجعله سهلاً في القراءة إذا قمت بمراجعته في وقت لاحق، كما أنه سيشجع عقلك على إنشاء روابط  بين المفاهيم بشكل فعال وسريع. 

يمكنك توسيع فكرة “الصورة” هذه إلى أبعد حد، فليس عليك تقييد نفسك بصورة واحدة فقط فلم لا تجمع حتى عشرة أو خمسة عشر صورة؟  

الخريطة الذهنية للحفظ و المذاكرة

المرحلة رقم #1 :تذكر هدفك 

تماما مثل أي إجراء أو قرار تتخذه في الحياة، يجب أن تكيف عقلك مع هدفك النهائي قبل تجربة شيء جديد، فهذا ما سيدفعك عندما تجد نفسك متعباً أثناء العملية نفسها. 

ربما هدفك هو اجتياز اختبار ما أو النجاح في السنة الدراسية أو حتى أن تتحدي نفسك!  ما عليك سوى تذكر هدفك أثناء دراستك!  اكتب أهدافك في مكان ما يمكنك دائمًا النظر إليه أثناء المذاكرة. 

المرحلة رقم #2 :اعترف بأهمية التنظيم 

قد تبدو أنها فكرة مبتذلة عندما يقول البعض أن “في مقابل كل دقيقة تقضيها في التنظيم، توفر ساعة كاملة من العمل.” ولكن الحقيقة هي أن التنظيم يُحدث فارقًا هائلًا في طريقة عمل خطة دراستك، ذلك عليك أن تقوم بتنظيم أفكارك قبل المبادرة في أي شئ جديد.

تجنب الإفراط في التنظيم! فأحياناً عندما يكون الطالب متحمساً، يقوم بوضع خطط أو جداول مفصلة وغير واقعية فيتنهي به الأمر بتركها.  لذلك فإن الحفاظ على تنظيم المهام يعد بداية رائعة.  قم بإنشاء جدول زمني منطقي وواقعي وملائم لوقتك قدر الإمكان. 

المرحلة رقم #3 :تعرف على حدودك 

لضمان أنك قد واجهت كل ما يلزم، يجب أن تحدد منهجك الدراسي. تأكد من الاحتفاظ بقائمة بموضوعات المنهج الدراسي أمامك عند المذاكرة، سيساعدك هذا على البقاء في المسار الصحيح، كما أنه سيضمن لك تغطية كل شيء.  تذكر أن الشعور بالارتباك بسبب كثرة المعلومات أثناء المذاكرة سيأتي بنتيجة عكسية.

المرحلة رقم 4# :اجمع، ابحث، كرر 

عند المذاكرة، ستكتشف مئات المصادر بما في ذلك الكتب والمقالات والمحاضرات ومقاطع الفيديو والاختبارات السابقة.  يجب أن تكون لديك استراتيجية واضحة للحفاظ على تنظيم كل شيء وتحديد موقعه حسب الحاجة.  

ولكن الأداة الأكثر قيمة لديك هي الوقت. حتى لو كان بإمكانك دائمًا ترك كل شيء إلى آخر لحظة، فهل هذه مخاطرة أنت مستعد لأخذها؟ في بعض الأحيان يمكن أن يحدث أمرأً طارئاً غير متوقع فتضطر إلى مقاطعة خططك بأكملها وينتهي بك المطاف أن تقوم بالمذاكرة قبل الاختبار ببضعة أيام فقط!

إذا كنت تنوي أن تقوم بتغيير الطريقة التي تذاكر بها، فعليك التخلص من هذه العادة على الفور. فإن الأفضل أن تبذل مجهود الدراسة والمذاكرة على مدار أسبوعين مثلاً على أن تبذل نفس المجهود في بضعة أيام فقط. 

المرحلة رقم #5: راجع معلوماتك السابقة 

كل معلومة أنت تعرفها مسبقاً ستخدمك بالتأكيد في دراستك المقبلة.  لذلك لا تتصور أن معلوماتك السابقة غير مجدية.  والواقع أن التعلم الفعال يقوم على البناء على الأفكار القديمة.  

قم بإنشاء قائمة بالأساسيات التي تعرفها بالفعل حول الموضوع  الذي تدرسه والتي يمكن أن تكون مفيدة للدراسة التالية. فإن الخرائط الذهنية للمذاكرة هي طريقة رائعة لتعلم هذا وتسهيل بناء معلومات جديدة على المعلومات القديمة. 

قد يهمك: أفضل 15 تطبيقات تعليمية للطلاب

المرحلة رقم #6: طبق مهارة تدوين الملاحظات 

ومن المدهش أن تدوين الملاحظات مهارة لا يتقنها العديد من الناس، وقد تحتاج أن تقوم بتدوين الملاحظات أثناء محاضرة أو درس أو أثناء مشاهدة فيديو أو حتى جلسة مسجلة.  وإذا كنت ترغب في تحسين جودة دراستك فيجب أن تكون قادرا على إتقان مهارة تدوين الملاحظات.  من بين الأخطاء الشائعة التي يميل أغلب الطلاب إلى ارتكابها أنهم يقترضون ملاحظات أصدقائهم، وعلى الرغم من أن هذا قد يكون مفيدًا إذا قُمتَ بتفويت محاضرة مثلاً، إلا أنه ليس مفيدًا إذا كنت تريد استيعاب المادة نفسها. 

إن تدوين الملاحظات في غرفة الصف باستخدام الكلمات الخاصة بك ستكون بالتأكيد أكثر فائدة على المدى الطويل، وسوف تجد نفسك قادرًا على فهم المزيد والتفكير في ما تكتبه، بدلًا من قراءة كلمات شخص آخر وإعادة كتابتها. 

ويوجد نصيحة أساسية أخرى وهي تتلخص في إيجاد الوسيلة الأفضل التي تناسبك.  يعتقد بعض الأشخاص أن تدوين الملاحظات يدويا أكثر فعالية من استخدام الكمبيوتر بينما يفضل آخرون الكتابة على لوحة المفاتيح بدلا من الكتابة اليدوية.  الأمر يعتمد على تفضيلاتك الشخصية فقط! مارس ما هو مناسب ومريح لك. 

استخدامات الخرائط الذهنية
المصدر: https://media.baamboozle.com/uploads/images/339193/1644062739_65299.jpeg

 

المرحلة رقم #7: ابدأ بإنشاء وكتابة المعلومات

حتى هذه النقطة، كان كل ما ناقشناه يركز على تنظيم البيانات والحصول عليها، ولكن ربط المفاهيم الجديدة بالمعرفة السابقة أمر ضروري للتعلم لأنه يسهل الفهم والذاكرة. 

التصور (أو ما يعرف بال visualization) هو عنصر ضروري في هذه المرحلة فيعد الرسم التخطيطي المفصل والمركز طريقة ممتازة لإنشاء الخريطة الذهنية التي تريدها عند قراءة نص وتحليله ثم محاولة تصوره. كما ناقشنا مسبقاً، عليك أن تقوم بإنشاء الخرائط الذهنية بنفسك.  في هذه المرحلة، ركز على جمع كل البيانات التي تحتاج إليها وانشرها على الخريطة فهذه المرحلة هي جوهر العملية، وتحتاج إلى استثمار وقتك وطاقتك فيها.

المرحلة رقم #8: راجع كل شيء 

وكما قال رايموند تشاندلر الروائي الأميركي البريطاني ذات يوم: “قم برمي أفكارك في الآلة الكاتبة كل صباح، وقم بتنظيفها كل مساء.” 

لذلك فإن المراجعة هي الخطوة النهائية ولكنها خطوة هامة جدا ينبغي أن يتخذها كل طالب بعد الانتهاء من المذاكرة. 

تساعدك المراجعة على: 

1- تقييم معرفتك 

2- البناء على معرفتك السابقة 

3- استيعاب الأفكار والمفاهيم بشكل أكثر فاعلية 

4- ربط الأفكار معًا 

5- تذكر ما قمت بدراسته مسبقًا بشكل نشط

6- تقليل الخوف والقلق بسبب الاختبارات

7- تعزيز ثقتك قبل الاختبار والذي سيجعلك تحصل على نتيجة أفضل 

7- فهم نقاط ضعفك وتحديدها بسهولة 

8-أن تصبح أكثر تنظيمًا 

9- معرفة عادات التعلم وسلوكك بشكل أفضل 

المزيد من المقالات: كل ما تحتاج إلى معرفته عن فوائد التعليم الإلكتروني

 

لماذا نستخدم الخرائط الذهنية للمذاكرة؟

كتب نيرينو ج. و بيتر مقالًا عن الخرائط الذهنية للمذاكرة في عام 2010 ووفقا لهم فإن “الاستخدام المتسق للخرائط الذهنية يقوم بتحسين مهارات وقدرات تدوين الملاحظات، وتحسين الإبداع في عملية التفكير، وتحسين التعلم والاستبقاء ــ بنسبة 10% أو أكثر ــ عند الاستخدام الصحيح.”

وقد توصل مقال آخر بقلم أستريد برينكمان في عام 2003 إلى أن الخرائط الذهنية المستخدمة في الفصول الدراسية للرياضيات “تمكن الناس من تصور العلاقات بين الأجسام الرياضية بطريقة منظمة تتوافق مع بنية الرياضيات.”

وهو يعتقد أن هذه الخرائط الذهنية رائعة للرياضيات تحديدًا لأنها تستخدم كلا جانبي العقل حيث يمكنهم العمل معًا للمساعدة في التفكير الرياضي. 

فوائد الخرائط الذهنية في التعليم

يمكن أن يكون التخطيط الذهني طريقة ممتازة إذا كنت ترغب في تحسين مستويات الاستبقاء والتركيز لديك، فضلا عن مهارات التنظيم. ألق نظرة على الأسباب التي تجعل الخبراء يعتقدون أن الخرائط الذهنية مفيدة للدراسة: 

  • تقوم بمساعدتك على حفظ المصطلحات والمفاهيم والعلاقة بين الموضوعات التي تدرسها. 
  • تساعدك على إجراء مراجعات فعالة ومثمرة بعد الانتهاء من المذاكرة لدمج المعلومات. 
  • تحسين تنظيمك للأفكار ومهارات تدوين الملاحظات في الصف وفي المنزل على حد سواء. 
  • تساعدك في بناء أفكار جديدة على الأفكار القديمة. 
  • تصور فهمك للموضوعات أو المفاهيم المعقدة في مخطط أنيق وجذابة. 
  • تساعدك على تكوين روابط بين الموضوع الذي تدرسه والعالم الواقعي العملي. 

وفي النهاية، تذكر أن المذاكرة عندما تكون ممتعة لك فهي بالتأكيد ستحدث فرقاً ضخماً في النتائج. فلا ينبغي أبدا أن يكون التعلم مملاً أو صعبًا. وباستخدام الخرائط الذهنية للمذاكرة، فأنت لا تستخدم الإمكانيات الكاملة لمخك فحسب، بل تستمتع أيضا بالعملية ذاتها. قم باكتشاف ما يناسبك للوصول إلى أهدافك المرجوة بسرعة وفعالية. 

عن عايدة البنا

هي كاتبة محتوي في فريق التسويق الرقمي في سكوليرا. و كانت تعمل سابقا كمترجمة ومعلمة للغة الإنجليزية. وكخريجة من قسم الأدب الإنجليزي واللغويات وطالبة ماجستير حالية، فإنها مهتمة بالبحث والكتابة وتحب أيضا مساعدة الاخرين على فهم المواضيع المتعلقة بتكنولوجيا التعليم والتعليم عن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *