من المهم تعميق العلاقة بين المعلم والطالب منذ الصغر أي في المرحلة الابتدائية والحضانة، وذلك لتأثيرها البالغ على تطور الطفل الاجتماعي والعاطفي. وهو الأمر الذي تحدث عنه كتاب ”دليل التربوي لتجنب مشكلات التهذيب وحلها“ بشكل مفصل.
فإذا كانت هذه العلاقة في الفصل المدرسي جيدة وآمنة خاصة في المرحلة الابتدائية وما قبلها فسوف ينعكس ذلك إيجابيًا على طريقة التعامل الجيدة للطالب مع زملائه ومدرسيه.
(اقرأ مقالتنا عن ”المنتسوري: استراتيجيات التعليم الحديثة للعقاب في المدارس.“)
فعلى سبيل لمثال، تساعد الأمثلة التالية على تعزيز استجابة الأطفال للمعلم:
1. ابتسامة المعلم في وجه طلابه
2. تعامله الجيد معهم
3. استخدامه للكلمات التي تدل على محبته لهم (يحب بعض المدرسون إطلاق الألقاب الإيجابية على طلابهم)
وعلى العكس، نلاحظ أن الأطفال الذين لا تربطهم بمدرسيهم علاقة إيجابية آمنة يكونون أكثر صعوبة في التعامل مع زملاءهم ويدخلون في مشاكل مستمرة بينهم وبين المدرسين. ولهذا سألنا مجموعة من المعلمات عن رأيهم في العلاقة بين المعلم والطالب وأكثر ما يحبوه في مهنتهم (اقرأ 5 من استرتيجيات إدارة الفصول الدراسية باستخدام سكوليرا).
جدول المحتويات
- عامل طلابك على أنهم أشخاص بالغين مدركين
- العلاقة بين المعلم والطالب أساسها الثقة
- العلاقة بين المعلم والطالب: لحظة انتصار
1. عامل طلابك على أنهم أشخاص بالغين مدركين
تقول أماني مجدي – معلمة للمرحلة الابتدائية – إن ”مهنة التدريس صعبة جدًا (والعائد المادي قليل). ولكن أحلى ما فيها أنها ممتعة. لا أشعر بالراحة مع أي أحد بقدر ما أشعر وأنا مع تلاميذي. فالتعامل معاهم كأشخاص بالغين مدركين أمر سهل. إن أحبوكِ يظهر عليهم. وإن لم يحبوكِ يظهر عليهم أيضًا“.
لقد أدركت المعلمة من خلال خبرتها في مجال التدريس وتعليم الأجيال القادمة أن الأمر لا يمكن اختزاله في منهج يُدرس أو مال تسعى إليه أو أبحاث ونظريات نستفيد منها. فقد نستفيد من الأبحاث والنظريات ولكن الممارسة اليومية تفرض نفسها على أرض الواقع.
العلاقة بين المعلم والطالب أعمق وأكبر من أن تنحصر في أي بحث أو مقال. يتعامل المعلم مع الطلبة بعقله وأعصابه وضميره ومشاعره. فعندما يستخدم المعلم جميع حواسه في التعامل مع الطلبة داخل الفصل فقط عندها يستطيع الوصول إلى قلوب الطلاب ومشاعرهم وبالتالي عقولهم.
يرى الباحث جيلبرت هايت في كتابه ”فن التدريس“ أن التدريس فن وليس علم. فهو عبارة عن مجموعة من العواطف والمشاعر التي لا يمكن قياسها ودراستها دراسة ممنهجة. وتعتبر القيمة البشرية هي القوة المحركة له والتي لا يمكن أن تقع في قبضة العلم. ”فالطفل الذي يُربى تربية ”علمية“ هو وحش مثير للشفقة“، بحسب رأيه.
فعندما تفتقر التربية العلمية إلى المشاعر يصبح المتعلم أقرب إلى الوحش. فالوحوش تتركز مشاعرها في غرائزها فقط ولا تشعر بغيرها. فلا تجد أي شكل من أشكال التواصل الذي به تبنى العلاقات بين الناس.
وكيف يكون هناك علاقات اجتماعية وإنسانية سليمة بدون جسور التواصل التي تقربنا من بعضنا البعض؟ فالإنسان كائن اجتماعي بالأساس وبدون تواصل اجتماعي يصبح وحشًا كاسرًا أو فريسة.
هناك الكثير من الأنشطه التي تعزز التواصل داخل الفصل والتي مفتاحها ومحركها الرئيسي المعلم. فدور المعلم لا يقتصر على إعطاء الدروس بطريقة فعالة فقط.
فالكثير من المعلمين يقومون بتعليم تلاميذهم كيف يتعاطفون مع بعضهم البعض. فإذا غاب أحدهم يسألوا عليه في حالة كان مريضًا أو لديه مشكلة ما، ويقومون بتحضير هدية ما وصنع كروت وكتابتها بأنفسهم وزيارته برفقة المعلم.
(هل تود التعرف على ”كيفية تحفيز طلاب المدارس بنظام سكوليرا اضغط هنا!“ أو شاهد الفيديو بالأسفل)
2. العلاقة بين المعلم والطالب أساسها الثقة
تقول آية فريد – كانت تعمل كمعلمة لرياض الأطفال – ”عندما أدرس للأطفال أشعر بالسعادة عندما يتعلموا ويفهموا الدرس. أرى ثمار جهدي وتعبي فيهم أولًا بأول ثم في أولياء أمورهم عند تحيتهم وشكرهم لي وشعورهم بالسعادة لتعلم أبناءهم.“
”أشعر بأهمية العلاقة بين المعلم والطالب خاصة عندما أتغيب عن الفصل لأي سبب ويسألوا عليّ ويهتموا بكل قول أو حركة لي. حتى أن بعض أولياء الأمور يقولون لي أن أولادهم يقلدوني في المنزل!“
”وأكثر ما أحبه في هذه المهنة هو ثقة الأطفال في كمدرسة ثقة عمياء. يحكون لكِ كل شيء عن يومهم ماذا فعلوا بالأمس، أين ذهبوا، من لعب معهم، كل شيء!“
3. العلاقة بين المعلم والطالب: لحظة انتصار
سجل الان واكتشف كيف تستطيع سكوليرا تغيير طريقتك لإدارة مدرستك!
وتقول شروق ممدوح – وهي تدرس لأكثر من مرحلة دراسية – ”بالنسبة لي، أفضل شيئان تتعرض لهما في مهنتنا هو أن ترى نظرة الامتنان والعرفان بالجميل في أعين طلابك بعد ساعات طويلة من التعب في تحضير الدرس وأن تستشعر التطور الذي بلغه الطلبة عند نهاية التيرم.“
أما نهى شوقي –وهي معلمة حديثة لطلاب الصف الخامس الابتدائي في مدرسة العروبة لغات بالمعادي – فترى أن شغفها بالتدريس بدأ في إحدى مراكز تعليم اللغة الإنجليزية.
وتقول ”نعم، قد يقتل هذا الشغف الأطفال أو المراهقين الأشقياء الذين يفتعلون المشكلات في فصلي. تحضير الدرس ليس هو المشكلة. أشعر أني أم للعديد من الأطفال، كل طفل بشخصية مختلفة. فمثلًا هناك الطفل الذي يتعرض للتنمر فيأتي إليكِ سعيًا لتأخذي صفه. وهناك الطفل العنيد الذي يريدك أن تشعريه بأهميته. وهناك آخر يود فقط سماع الكلمات الإيجابية منك“.
وتروي المعلمة نهى أنها ذهبت في أحد الأيام في رحلة تابعة لمدرستها كمشرفة على الأطفال. وسمعت أحد طلابها يطلب شراء شيء ولكن قالت له إحدى المشرفات أنه لم يكن هناك وقت.
وتقول ”عندما رأيته ينظر إلى أصدقاءه بمشترياتهم في أيديهم، بينما لم يحصل هو أي شيء، وجدت نفسي أمسك بيده وأسارع معه إلى الخلف، لأجد مشرفتي فأقول لها ”آسفة ولكن يجب أن يشتري شيئًا تمامًا كأصدقاءه!““
وتتابع نهى ”لن أنسى أبدًا نظرة الانتصار التي رأيتها في عينيه. نعم، كان انتصارًا لطفل في العاشرة من عمره.“
لقد كانت الصفة المشتركة بين المعلمات التي شاركونا بعض من لحظاتهن مع طلابهن هو أهمية تمكن المعلم من المادة تمكنًا كاملًا لتصبح سهلة على الطالب. وتقول نهى شوقي ”لأن فترة تركيزهم ليست طويلة، فسوف تكون مدرسًا عبقريًا إن استطعت تركيز درسك في أول 30 دقيقة من الحصة.“
ففي أول 30 دقيقة يكون الطفل في قمة تركيزه، لذا لابد للمدرس أن يكون مستعدًا تمامًا ويستغل كل دقيقة أمامه لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة لدى الطالب.
”فبعد ذلك ستجدهم وكأنهم جالسين على جمر، يتجولون في الفصل، يبرون أقلامهم أو يستعيرونها، يطلبون منك الذهاب إلى دورة المياه، يتحدثون مع بعضهم، وهكذا.“
وماذا عنك؟ هل أنت مدرس في إحدى مدارس مصر أو في دولة عربية أخرى؟ إننا نرحب بأية تجارب تود مشاركتها معنا عن مهنتك كمعلم ومنظورك نحو العلاقة بين المعلم والطالب.
لمتابعة كل ما هو جديد في مجال التعليم تصفح مدونتنا بشكل منتظم. يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن كيفية مساعدة مدرستك من خلال سكوليرا عبر موقعنا الإلكتروني.
قم بانشاء حساب مجانى الان!
المصادر:
1. The Educator’s Guide to Preventing and Solving Discipline Problems, Mark Boynton and Christine Boynton.
نظام رائع وانا بصدد استخدامه مع الطلاب في مدرستي التي اشرف عليها ( المدرسة الذكية )