لاقى منهج المنتسوري إعجابًا واسعًا كاستراتيجية من استراتيجيات التعليم الحديثة في المدارس ولدى أولياء الأمور، خاصة في موضوع العقاب. وتحمل كلمة العقاب معنى سلبي، فهي تعطي إحساسًا بالإهانة، والإنقاص من قدر من يتعرض له، بل وحتى الإعتداء عليه. (هل قرأت مقالتنا “5 من استرتيجيات إدارة الفصول الدراسية باستخدام سكوليرا“؟)
ولهذا تنتهج المدارس المتقدمة الآن منهج المنتسوري جزئيًا أو حتى كليًا. وقل استخدام العقاب في استراتيجيات التعليم الحديثة وقواعدها تدريجيًا، وحلت محلها كلمتي التهذيب والانضباط.
اعرف المزيد عن سكوليرا والحائز على لقب أحد أفضل 20 نظام لإدارة المدارس من خلال موقعنا الإلكتروني هنا.
احجز ديمو مجانى الان!
1. ما هو المنتسوري؟
منهج المنتسوري– والذي أسسته ماريا منتسوري – هو منهج تعليمي يعتمد على ملاحظة الأطفال.
ولا يعد منهج المنتسوري مجرد أسلوب تدريس، بل هو أسلوب حياة في المدارس ولدى أولياء الأمور في الكثير من بلاد العالم. وهو نهج في تربية الأطفال وتعليمهم عمره أكثر من 100 عام ومازال آخذ في التوسع.
بتأسيسها لهذا المنهج ركزت ماريا منتسوري الإيطالية الأصل تركيزًا كبيرًا على الثواب والعقاب، وكانت شديدة الإيمان بأن العقاب ما هو إلا شيء معيق للعملية التعليمية وأن الحافز الوحيد للطفل هو رغبته الفطرية في التعلم. ولكن ما هو المنتسوري بالضبط؟ وكيف ينظر إلى العقاب في المدارس؟
2. منهج المنتسوري في استراتيجيات التعليم الحديثة
وفقًا لمركز منتسوري نورث وست (MNW)، فإن “المنتسوري هو منهج للتعليم يعتمد على الأنشطة ذات التوجيه الذاتي، والتعليم العملي، واللعب التعاوني”. حيث تسمح مدارس المنتسوري للأطفال باستقلالية التعليم من خلال عدة أنشطة بسيطة مختلفة.
ويشمل منهج المنتسوري في استراتيجيات التعليم الحديثة شرحًا مفصلًا لعدة أمور منها التعليم، والبيئة المناسبة، والأدوات المستخدمة، وحتى التفاعل والأنشطة المستخدمة.
3. الانضباط ودور المعلم الناجح
بانتهاج منهج المنتسوري في استراتيجيات التعليم الحديثة، فإننا لا نحصل فقط على الاحترام المتبادل، بل وننجح أيضًا في معرفة المزيد عن طريقة نمو الطفل، وميوله، ووسائل تحفيزه، وشخصيته دائمة التطور.
“نحبذ كثيرًا أن يتعلم الطفل من خلال العواقب الطبيعية. إذا أذى الطفل طفلًا آخرًا في ساحة اللعب، فسيدرك أنه سوف يلعب وحده”، هذا ما قاله أحد المعلمين المتخصصون في تطبيق المنتسوري كأحد استراتيجيات التعليم الحديثة.
قد يكون ذلك خطيرًا بالنسبة إلى الكثيرين. وهذا صحيح بالطبع، إن لم يكن هناك مدرسًا متواجدًا للمراقبة والمشاهدة. وهو ما يجب أن يكون موجودًا بالفعل. إذًا لا يمكن أخذ شيئًا غير متكاملًا من منهج المنتسوري.
نطرح لك عزيزي القاريء مثالًا آخرًا عن المنتسوري. ماذا عن المدرس الذي يلاحظ طلابه يتحدثون أثناء الفصل. بدلًا من اللجوء إلى البطاقة الحمراء، قد يتخذ المدرس وسائل أخرى لحل هذه المشكلة (التهذيب الوقائي).
انضم الان الى منصه سكوليرا واحصل على احدث النظم التعليميه والتكنولوجيه
3.1. ما هو التهذيب الوقائي؟
التهذيب الوقائي هو أحد مباديء استراتيجيات التعليم الحديثة ومن أهم أساسياتها. فهو يعني وضع القواعد التي سيسير عليها الفصل. وتعد هذه القواعد بمثابة إحدى العواميد التي يقوم عليها التهذيب. فهي أساس لخلق مناخًا من الأمان غير المتقلب أو العدائي في الفصل.
لذا ففي الحالة التي ذكرناها، قد يطلب المدرس من طلابه إتباع قواعد الفصل، على سبيل المثال، أن يضع من قاموا بالحديث في الفصل عملة معدنية ما في وعاء يخصصه المدرس لمثل هذا الأمر. ويمكن تخصيص هذه النقود لصالح إحدى المؤسسات الخيرية. كما يمكن للمدرس الطلب من الطلاب العودة إلى القواعد التي اشتركوا في وضعها، ثم التحدث بعد الفصل.
ستجد كل ما تريد معرفته عن سكوليرا والحائز على لقب أحد أفضل 20 نظام لإدارة المدارس عالميًا على موقعنا الإلكتروني هنا.
وسواء كنت مع منهج المنتسوري كاستراتيجية من استراتيجيات التعليم الحديثة أو تتبع مناهج أخرى في موضوع عقاب الأطفال، فالنهج المعاصر في مصر هو الابتعاد عن العقاب الجسدي.
ودائمًا ما تحرص وزارة التربية والتعليم المصرية على تذكير الجميع كل عام أن العقاب الجسدي ممنوع في المدارس وغير قانوني 100%.
إذ تكون عقوبة العقاب الجسدي – عند إثبات القيام به والتحقق من الواقعة – السجن لمدة 24 ساعة وقد تصل المدة إلى السجن مدى الحياة، اعتمادًا على شدته. وهي خطوة صائبة لم تتخذها بعد العديد من الدول الأخرى.
3.2. مؤيدي العقاب الجسدي
على الرغم من وضع قوانين حازمة ضد العقاب الجسدي والعمل بها في العديد من الدول الآن، إلا أنه مازال هناك الكثير ممن يرونه ضرورة في المدارس. فهم يرون أن النتائج واضحة وجيدة عند استخدام القليل من العقاب الجسدي البسيط.
وفي الحقيقة، فقد كشف بحث نشرته PubMed في 2018 أنه مازال هناك 19 ولاية في أمريكا تقنن العقاب الجسدي لأطفال المدارس ومن هم أصغر.
إن دوافع هذه الولايات للعقاب الجسدي متعددة، فمنها الشجار، والتنمر، واستخدام الموبايل، وعدم القيام بالواجب المدرسي، والسلوك السيء، وعدم إرتداء الزي المدرسي، بل وحتى النوم في الفصل.
4. ماذا يقول علم النفس عن العقاب الجسدي؟
أثبت علم النفس أن حتى العقاب الجسدي الطفيف قد يحدث فجوة بين المدرسين أو أولياء الأمور وبين الأطفال. فالخوف اللانهائي من الأذى يعيق العلاقة بينهم.
ومن يقنن العقاب الجسدي يتعامل مع جميع الأطفال على أنهم نموذجًا واحدًا، في حين أن هناك بعض الأطفال الذين لا يتحملون الضرب ويسبب لهم ذلك إحساسًا بالإساءة والأذى النفسي طوال حياتهم! اعرف أكثر عما قاله علم النفس عن هذا النوع من الشخصيات في مقالتنا “كيفية تحفيز طلاب المدارس بنظام سكوليرا“.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى أن “5% من الطلاب في بيرو، و7% في فييتنام، و9% في إثيوبيا، و25% في الهند قالوا التعرض للضرب من المدرسين هو أهم الأسباب وراء عدم حبهم للمدرسة” (وفقًا للكاتبة أوجاندا بورتيلا وبيلز، 2015).
وماذا عن التكنولوجيا؟ هل لديها إجابات أو مساهمة ما في هذا الأمر؟ وما هي العلاقة بين تكنولوجيا التعليم وتهذيب الطلاب؟ وكيف يمكن استخدام نظام إدارة المدارس (سكوليرا) في التهذيب الإيجابي؟
5. سكوليرا
أولًا ما هو سكوليرا؟ يعتبر سكوليرا أحد أنظمة إدارة المدارس التي أتاحتها التكنولوجيا (سكوليرا)، وهو يعد حلًا شاملًا لعملية التعليم في المدارس. وباستخدامه لا يستطيع المعلمين فقط عمل المحتوى الدراسي، وإرسال الواجبات، وعمل الامتحانات، بل يمكن أيضًا من خلاله إرسال هذه الامتحانات إلى كافة فصول الفرقة الدراسية نفسها في خطوة واحدة.
ولكن هل يمكن استخدام نظام إدارة المدارس في تهذيب الطلاب؟
يمكّن سكوليرا المدرسين كذلك من تحفيز الطلاب من خلال الألعاب وإعطاءهم شارات التميز لتقدير إنجازاتهم والاحتفاء بجهودهم بين زملائهم.
ويستطيع المدرس داخل الفصل استخدام سكوليرا في هذا الأمر. فعلى سبيل المثال يمكنه إخبار طلابه أنهم – بتحقيق 100 نقطة – يمكنهم الحصول على شارات سكوليرا لتشجيع روح المنافسة بينهم.
وبدمج قواعد الفصل مع نظام النقاط، سيكون للمدرس حرية إضافة نقاط إضافية للطالب أو الإنتقاص منها لأسباب تحددها القواعد المتفق عليها.
وبالإضافة إلى ذلك، سيكون باستطاعة الطالب المشاركة في استراتيجية إدارة الفصول، ولو حتى جزئيًا، إن سمح له الأستاذ بذلك. وبهذه الطريقة تكون الكرة في ملعب الطلاب، وسنتمكن من تحقيق احترامًا وتقديرًا متبادلين.
سواء اتفقنا مع منهج المنتسوري في العقاب أو اتخذنا أي منهج آخر، فيجب أن نستمر في تطوير المنظومة التعليمية والأخذ بآراء الطب النفسي وعلماء النفس والمركز القومي للتعليم. فستكون هذه الآراء ركيزة مهمة في عملية تطوير التعليم وأساليبه والمناهج المستخدمة.
لتعرف المزيد عن سكوليرا لإدارة المدارس، اضغط هنا.
سجل الان واكتشف كيف تستطيع سكوليرا تغيير طريقتك لإدارة مدرستك!!
المصادر:
- Corporal Punishment in U.S. Public Schools: Prevalence, Disparities in Use, and Status in State and Federal Policy, Elizabeth T. Gershoff and Sarah A. Font, PMC, 2018.
- School Corporal Punishment in Global Perspective: Prevalence, Outcomes, and Efforts at Intervention, Elizabeth T. Gershoff, Journal of Psychology, Health, & Medicine, Taylor & Francis Online, 2017.