لم يكن التعليم في مصر ليصل لما وصلنا إليه الآن إلا بوجود سيدات قويات لا تعرفن اليأس. ربما تبدأ مسيرة المرأة المصرية في التعليم منذ ملك حفني ناصف – أول مصرية تنال شهادة الابتدائية وبنت الشاطيء – التي تحدت مجتمعها لتكتب عشرات الكتب المتنوعة وتكون أستاذة لأجيال عدة.
أثبتت المرأة المصرية أنها قادرة على مواجهة الصعاب مهما كانت الظروف. وأخذت بعزيمتها خطوات كبيرة في مجال المساواة بحقوق التعليم.
سنناقش في هذا المقال المرأة المصرية المعاصرة وإنجازاتها في التعليم. الأربع سيدات التاليات أحدثن ثورات تستحق الإشادة في التعليم في مصر، كلِ على طريقتها الخاصة. (اقرأ أكثر عن تطور التعليم في مصر في “إدارة الجودة الشاملة في التعليم“).
انضم الان الى منصه سكوليرا واحصل على احدث النظم التعليميه والتكنولوجيه
1. ملك زعلوك
الدكتورة ملك زعلوك هي أول مصرية تتقلد منصب رئيس معهد اليونسكو للتعليم. كما أنها مدير معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي بالجامعة الأمريكية. وقد كانت مسيرتها حافلة فقد تقلدت العديد من المناصب قبل ذلك. وكانت المدارس المجتمعية من أكثر اهتماماتها.
ملك زعلوك هي رائدة حركة المدارس المجتمعية في مصر منذ عام 1992. تساعد المدارس المجتمعية الطلاب المهمشين من المناطق الأقل حظًا وتؤسسها في الأساس منظمات غير حكومية (المجتمع).
وقد تناول أحد المسلسلات مؤخرًا موضوع المشاركة المجتمعية. تسير الحكاية كالتالي: البطل هو صاحب عقار سكني في منطقة راقية ولكنه فقير لا يمتلك حتى المال لشراء أدوية لوالده الذي اعتلت صحته. وتعود هذه الظروف إلى أن الإيجار الشهري –نعم، إنه قانون الإيجار القديم- لكل شقة 10 جنيهات فقط. وقد بقي الأمر على هذا الحال منذ 50 سنة.
لا يمكن زيادة قيمة الإيجار قانونًا، طبقًا للعقد الذي أقره الطرفان منذ عشرات السنوات. يمكن تأجير كل شقة في هذا الحي ب4-5 آلاف دولار شهريً. ولكن عشر جنيهات هم كل ما يحصل عليه البطل، إلا إذا وافق السكان رفع قيمة الإيجار قليلًا (وهنا مربط الفرس: هل سيوافقون؟ ولماذا؟)
يتعاطف المشاهد مع البطل. وتعرض الحكاية ظروفه المادية شديدة الصعوبة في حين أن معظم سكانه عقاره قادرين ماديًا وفي مقدورهم رفع قيمة الإيجار قليلًا. إذًا لماذا لا يقومون بذلك؟
إن وافق المجتمع على الوقوف يدًا واحدة، يمكنه انتشال نفسه كليًا من مثل هذه الظروف: الظلم، وعدم المساواة، والفقر. وهذا بالضبط ما فعلته ملك زعلوك، في مجالها: التعليم في مصر.
1.1. التعليم في مصر ودعم المجتمع
لم تكن الدول المتقدمة لتصل إلى ما هي عليه الآن في مجال التعليم بدون أن يلعب المجتمع المدني دورًا كبيرًا في ذلك. وفي هذا الضوء، لا يمكن أن ننسى كيف نشأت جامعة القاهرة والقصر العيني: بإسهامات وتبرعات المجتمع المصري. وقد أوضحت إحصائية أخيرة أن مصر تحتاج حوالي 17 ألف مدرسة. هذا العدد ضخم للغاية، ولا يمكن لدولة الوصول له وحدها بدون مشاركة مجتمعية حقيقية.
وقد نجحت الدكتورة ملك في تحديد أهداف هامة وفريدة من نوعها في التعليم في مصر. فبالتعاون مع اليونيسيف، والمنظمات غير الجكومية، ومؤسسات المجتمع المدني مثل مصر الخير، ووزارة التعليم العالي، استطاعت مصر تأسيس آلاف المدارس المجتمعية. أحرزت الدكتورة ملك زعلوك تقدمًا كبيرًا في مجال التعليم في مصر. وهي مسيرة ستظل تلهم الكثير.
2. نوال الدجوي
ستظل الدكتورة نوال الدجوي صاحبة الريادة في التعليم في مصر. ستظل “ماما نوال” كما يسميها طلابها أحد أعمدة التعليم في مصر ونموذجًا نفتخر به في التحدي والنجاح.
كرمت رئاسة الجمهورية في أول هذا العام الدكتورة نوال الدجوي. كما اعترف العالم الدولي كثيرًا بإنجازاتها وسعيها لرفع جودة التعليم في مصر. وبالإضافة إلى ذلك، تلقت الدكتور نوال أكثر من 50 جائزة لتكريس الكثير من وقتها لقضيتها: التعليم في مصر.
تعتبر الدكتور نوال الدجوي رائدة في مجال التعليم الخاص في مصر. فقد أسست مدارس دار التربية. ثم أسست جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA) في عام 1996، وهي من أوائل الجامعات المصرية التي أُنشئت والتي طبقت معايير ونظم التعليم البريطاني.
والغريب أن أغلب الشعب المصري في ذلك الوقت كان لا يتوقع نجاح التعليم الخاص. ولكنها كانت واثقة في نجاحها وأثبتت ذلك. ومنذ ذلك الحين تأسست عشرات الجامعات الخاصة لتتنافس على أفضل جودة للتعليم والتدريب العلمي. وينضم إليها الآلاف من المصريين وغيرهم كل عام.
وقد كان لها مبدأ منذ البداية بأن “العمل له –دائمًا- قيمة معنوية، لأنه في النهاية القيمة الحقيقية للعمل”. وهو الأمر الذي ساعد على نجاحها حتى صار آلاف الطلاب من مختلف البلاد يهتمون بها.
3. داليا إبراهيم
الدكتورة داليا إبراهيم هي رئيس مجلس إدارة دار النشر – نهضة مصر- ومؤسسة شركة EdVentures، والتي تعد أول شركة رأس مال مخاطر متخصصة في التعليم، والثقافة، وحلول التعليم المبتكرة.
ولكونها حفيدة مؤسس نهضة مصر – أحمد إبراهيم – وجزء لا يتجزأ من دار النشر المعروف، فقد شهدت منذ الصغر الصعوبات والتحديات التي تواجه الشركات الناشئة المهتمة بالتعليم، والثقافة، وحلول التعلم المبتكرة. ولذلك أسست شركة EdVenture وأعلنت نهضة مصر عن إنطلاقها في 2017.
سجل الان واكتشف كيف تستطيع سكوليرا تغيير طريقتك لإدارة مدرستك!
ومن خلالها، استطاعت الدكتورة داليا إبراهيم دعم أولياء الأمور، والطلاب، والخريجين، والمؤسسات الأكاديمية، والمستثمرين، والمؤسسات الحكومية، والمبدعين: مجتمع بأكمله. بذلك أصبح بمقدور نهضة مصر وداليا إبراهيم دعم الشركات الناشئة التعليمية من خلال برامج توجيهية وتدريبية بالإضافة إلى توفير فرص الحصول على استثمارات وشراكات.
وتوفر الشركة فرص دخول الأسواق المحلية والعالمية بفضل الشراكات الكثيرة التي تتمتع بها نهضة مصر للشركات الناشئة. وبذلك تستطيع داليا إبراهيم توفير فرص أكثر لرواد الأعمال المهتمين بالتعليم في مصر. وتضمن لهم كل وسائل الدعم التي يحتاجونها للنجاح والازدهار.
4. خديجة البدويهي: مؤسسة سكوليرا
الدكتورة خديجة البدويهي هي سيدة في المقتبل من عمرها ومؤسسة برنامج سكوليرا، وتعد رائدة في مجال التعليم التكنولوجي في مصر.
بعد حصولها على شهادة الدكتوراة من جامعة شيفلد، عادت لتعمل كمحاضرة في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة. ثم قامت لاحقًا بتأسيس أول شركة لها في مجال تكنولوجيا التعليم (سكوليرا) في مصر، محدثة تطويرًا كبيرًا في مدارس مصر والشرق الأوسط.
جرب سكوليرا – نظام تعلم إدارة المدارس – مجانًا من هنا.
استطاعت الدكتورة خديجة من خلال البرنامج خلق حلول للتحديات التي يواجهها التعليم في مصر. فمع إيقاع الحياة السريع واعتماد التكنولوجيا في حياتنا كل شيء كان لابد من وجود مثل هذه التكنولوجيا في مجال التعليم.
سكوليرا هو نظام موحد لإدارة المدارس بكل مراحلها. فهو يوفر وقت أولياء الأمور ويمكنهم من متابعة أداء أولادهم في أي وقت من خلاله. كما أن به واجهة للطلاب، والمعلمين، ورؤساء الأقسام، وغيرهم من أفراد المنظومة التعليمية.
“اتمني تطبيقها سريعا في المدارس لسهولة التعامل وتوفير الوقت والمجهود” –مدرس علوم
https://www.facebook.com/waya.arabi/videos/400932730612972/?t=5
كما أن تزويد سكوليرا بمحرك التعليم التكيفي الفريد من نوعه ساعد في انتشاره انتشارًا سريعًا. يستخدم هذا المحرك لوغاريثمات تتعرف على احتياجات كل طالب. (اقرأ أكثر عن كيفية تحفيز طلاب المدارس بنظام سكوليرا)
بحرصها على روح الفريق في سكوليرا والعمل الجماعي، استطاعت دكتورة خديجة الوصول إلى العديد من المدارس، في مصر وخارجها. وأدرج موقع “eLearning Industry” مؤخرًا سكوليرا ضمن أفضل 20 برنامج لإدارة المدارس.
وبالإضافة إلى ذلك، تلقى سكوليرا في عام 2017 جائزتان من “Finances Online ” بدرجة 8 من 10. وهما جائزة Rising Star لعام 2017 وجائزة Great User Experience لأفضل نظام إدارة تعلم.
4.1. براكسيلابس
ومن جانب آخر، ابتكرت الدكتورة خديجة حلًا آخر من حلول تكنولوجيا التعليم: براكسيلابس. وقد فاز البرنامج هذا الشهر فقط بثلاث جوائز كبرى. أول جائزة هي الفوز بالمركز الأول في مسابقة Techne Summit. وهي تؤهل فريق براكسيلابس لخوض منافسة قوية للفوز بمليون دولار في وادي السليكون في الولايات المتحدة الأمريكية. أما ثاني وثالث جائزة فهما الفوز بمسابقة South Summit 19 في مدريد بأسبانيا.
نجحت الدكتورة خديجة البدويهي في رسم رؤية مستقبلية للتعليم في مصر، وهي مازالت في الثلاثينيات من عمرها. وتعد جهودها الحثيثة – بشهادة كل من يعرفها – بمثابة نموذج مشرف للأجيال الحالية في مصر وإرث لأجيال المستقبل.
قليلات هن السيدات اللاتي تدخلن عالم تكنولوجيا التعليم في الدول المتقدمة. أما السيدات المصريات في هذا المجال فهن أكثر قلة! ولكن نجحت الدكتورة خديجة في إيصال رسالتها، وهي صنع فرق والتألق في مجالك مهما كانت العقبات!
لهذه السيدات العديد من النقاط المشتركة. ولكن أكثر عنصر مشترك بينهن يوحدهن هو روح التحدي والالتزام بأهدافهن. فعزمهن وإصرارهن على تعدي كل العقبات ورؤيتهن للتعليم في مصر دروس ونماذج مشرفة شعوبنا العربية في أمس الحاجة إليها.
لمتابعة كل ما هو جديد في مجال التعليم تصفح مدونتنا بشكل منتظم. يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن كيفية مساعدة مدرستك من خلال سكوليرا عبر موقعنا الإلكتروني.
احجز ديمو مجانى الان
المصادر:
1. Economic Research Forum, the Challenge of Private Higher Education in Egypt, 2014.
2. Featured picture sources: EdVenture facebook page images, and El-Watan News website.